واجه القطاع الطبي المنهك في شمال سوريا كارثة حقيقية من حيث عدد الجرحى والضحايا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 شباط من العام الماضي ، والذي أدى إلى تلقي عدد قياسي من الإصابات، وسط غياب المعدات الطبية الهامة والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الجرحى، بالإضافة إلى نقص الكوادر الطبية.
كان مستشفى الأمل في مدينة سلقين من المستشفيات التي عملت على الاستجابة السريعة لضحايا الزلزال وساهمت في تقديم خدمات الإسعافات الأولية والعمليات الجراحية الكبرى في الدقائق الأولى من الكارثة.
يقول مدير المستشفى حسام المصطفى: “بلغ عدد العمليات الجراحية الكبرى لضحايا الزلزال حتى نهاية مارس 358 عملية جراحية و 2039 حالة إسعافات أولية”.
ويضيف المصطفى: “كان مستشفى الأمل أول نقطة طبية حيث حشدنا جميع العاملين لدينا بمن فيهم من كانوا في الخدمة وخارج أوقات العمل ، وبدأوا على الفور في تقديم الإسعافات الأولية والعمليات الجراحية للمصابين والجرحى”.
ويتابع قائلًا: “توقفنا عن استقبال حالات الزكام وأمراض البرد العادية داخل العيادات الكبرى لأن المستشفى كان ممتلئًا تمامًا بعد وقت قصير من وقوع الزلزال، ولم يعد هناك مكان لمريض جديد”.
الجدير بالذكر أن مستشفى الأمل من النقاط الطبية التي يدعمها ويديرها البرنامج الطبي في منظمة وطن. تأسس عام 2013 وهو متخصص في جراحات العظام بكادر طبي متميز.
من ناحية أخرى، عانى العديد من الناجين المحاصرين تحت الأنقاض من إصابات في العمود الفقري بسبب ساعات عملهم الطويلة تحت الكتل الخرسانية الثقيلة، وبسبب عدم وجود جراحات عصبية مجانية ، قدمت منظمة وطن خدمات لتغطية تكاليف هذه العمليات.
يقول مصطفى الجازي المنسق الطبي في منظمة وطن: “الكسور بأنواعها هي أكثر الإصابات شيوعًا الناتجة عن الكوارث ، ولأن كسور العمود الفقري من الإصابات التي تسبب إعاقة حركية للمصابين وتعتبر من العمليات الجراحية ذات التكلفة العالية، نسقت منظمة وطن مع شركائها لإجراء العمليات الجراحية داخل المستشفيات التي تدعم جراحات الأعصاب مع دفع كامل التكاليف اللازمة “.
الجازي يتابع: بلغ عدد العمليات المساندة 7 عمليات أجريت في مستشفيات المحافظة وباب الهوى وإدلب ومستشفى الأمل. تضمنت العمليات الجراحية جراحة الأعصاب وتثبيت العمود الفقري وجراحة العظام لاستبدال مفصل الورك المكسور. كل العمليات كانت ناجحة والمرضى حاليا في مرحلة التعافي والمتابعة من قبل أطباء مختصين.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، تأثر نظام الرعاية الصحية في سوريا بشدة جراء الصراع المستمر ، مما أدى إلى نقص في الكوادر الطبية والمعدات والإمدادات. أدى الزلزال الذي ضرب شمال سوريا الشهر الماضي إلى تفاقم الوضع ، مما تسبب في زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية.
يهدف البرنامج الطبي في منظمة وطن إلى الحد من الوفيات وانتشار الأمراض وتقديم الدعم المستدام للمرافق الطبية. كما أنه يستجيب لحالات الطوارئ من خلال تغطية رواتب العاملين في المجال الطبي والتكاليف التشغيلية والأدوية والنقل والمواد الاستهلاكية. كما أنه يعيد تأهيل المراكز المتضررة من الحرب ويساهم في بناء نظام رعاية صحية مستقر في سوريا من خلال تقديم المساعدة الصحية الإنسانية التي تركز على الأشخاص الأكثر ضعفاً. بالإضافة إلى ذلك ، فإنه يعزز التنسيق ونظم المعلومات الصحية لتحسين فعالية الاستجابات الصحية المنقذة للحياة.
جدير بالذكر أن عدد المستفيدين من البرنامج الطبي وصل إلى أكثر من 1.4 مليون مستفيد حتى عام 2023.
إن نجاح مستشفى الأمل ومؤسسة وطن في الاستجابة لضحايا الزلزال هو شهادة على التزامهما بتقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة ، حتى في أصعب الظروف. يعد دعم الجهات المانحة والمنظمات الدولية أمرًا حاسمًا لاستمرار جهودهم وضمان وصول الأشخاص الأكثر ضعفًا في سوريا إلى العناصر الضرورية